Monday 16 September 2013

تلة هامشير - قصة قصيرة

دخل إلى البيت مسرعا، انطلق عدوا نحو غرفة المكتب في الطابق العلوي. كان كل شيء مرتب في عقله، يعرف تحديدا ما يتوجب عليه فعله، وهو ما بدى له غريبا، كان يتوقع أن يفزع أو أن يفقد السيطرة... جفف دموعه بظهر يده ثم بحث قليلا على الإنترنت، امسك الهاتف في لهفة، انتظر في نفاذ صبر وهو يضغط الأزرار لمحاولة تخطي القائمة الصوتية والوصول لشخص ما يستطيع التحدث معه… كانت نوافذ الغرفة المظلمة مفتوحة على مصراعيها في إهمال، يتسلل إليها نسيم باسادينا العليل وتترقق في الأفق أضواء لوس أنجلس الصاخبة …أضاء وجهه حين ردت عليه ممثلة الشركة وقال في لهفة مسرعا “أريد أكبر شاحنة لديكم يمكنها السير على الطرقات الوعرة!”.

نظرت إليه في دهشة، كانت أضعف من إن تسأل، أضعف من أن تهتم… أشارت إليه في وهن بمعنى أنها لا تفهم أو لا تهتم، لكنه لم ينتظر إجابة حقيقة منها، نزع المحاليل المتصلة بجسدها، حمل جسدها الواهن بين ذراعيه، خرج بها إلى الرواق فأبدت بعض الممرضات اعتراضا لكنه اخرج ورقة ما من جيبه فأخرسهم، نزل بها لقبو المشفى عدوا، وضعها على سرير حديدي لا تعلم من أين أتى، ودفع السرير إلى شاحنة نقل رباعية الدفع مثل التي كان يقودها أبوها يوما وسط مزارع نبرسكا.

انطلق في تؤدة محاولا ألا يجعل الرحلة شاقة عليها، بدت على وجهه نظرة تطلع، وهي نظرة لم يعرفها وجهه منذ أزمان - خمس سنوات على وجه التحديد.- تبخر الأمل من وجهه حين تذكر حاله قبل ذلك اليوم المشئوم، تذكر كيف كانت هيلينا نابضة بالحياة يوما، وكيف كانت تدفعه دفعا للخروج واستنشاق هواء الجبال، كيف كانت تحب الأشجار والطيور والمطر.. تذكر كيف كانت تجبره على المشي عشرات الأميال فقط ليروا الأفق من وراء تلك الغابة أو فوق تلك التلة... تذكر كيف كان يظن أن كل ذلك مجهود ضائع بلا هدف... تذكر كل هذا وعادت عيناه لتدمعا من جديد بعد أن جفتا لفترة. هز رأسه بعنف، دفع الذكريات من رأسه، حدث نفسه بصوت عالي مدعيا أن كل شيء سيكون على ما يرام... ستشفى هيلينا وتعود لتعذبه برحلاتها الخلوية المرهقة… نظر في جهاز الملاحة الإلكتروني وهو يحاول التأكد من إدخاله اسم وجهته صحيحا، "تلة هامشير"... ظل يكرر الاسم لعله يدفع أفكاره السوداء بعيدا... كان يعرف أن تقديرات الأطباء عادة ما تكون صحيحة، لكن جزئا منه لم يصدقهم أبدا، جزئا منه ظل متمسكا بالأمل، لمرة واحدة في حياته يريد أن يتبع الأمل بلا دليل، بلا علم، بلا منطق… لمرة واحدة فقط يريد أن يؤمن بأن شيئا ما سيحدث لا لسبب منطقي، ولكن لأنه يريده أن يحدث…  "تلة هامشير"... استمر في ترديد الاسم وعيناه لا تفارق الطريق.

اهتزت الشاحنة بقوة، عرفت أنهما تركا الطريق الممهد ودخلا في طريق وعر. ازداد شعورها بالغثيان، لم تفهم لما يفعل هذا بها وهي في تلك الحالة... كانت مشاعرها خدرة بسبب العلاج الكيميائي، لم تستطع استجلاب مشاعر الغضب أو حتى الفضول... لم تشعر بعدم الارتياح، فهي قد نسيت الارتياح منذ سنين، كانت في حالة دائما من اللاشعور... وجود تنتظر انتهائه لكيلا تشعر بشيء… توقفت الشاحنة، ارتجل كاليوب وجر السرير الحديدي إلى خارج الشاحنة. شعرت بالنسيم الخفيف أولا، ثم لسعة البرودة الخفيفة ثانيا … مرت لحظات حتى استعادت توازنها واستطاعت أن تنظر للسماء فوقها... كانت السماء حالكة السواد صافية لا قمر لها. في زمن آخر كان هناك هيلينا أخرى تقضي شهورا بحثا عن فرصة لترى النجوم في ظروف مثل هذه، لكنها ذهبت وذهب زمانها... هي الآن تريد أن تعود إلى سقف المشفى المظلم، حيث التحديق في العدم... ظل يدفع سريرها فوق أرض صخرية قاسية، دقائق واعتادت عيناها على الظلام، حتى رأت النجوم لأول مرة منذ أربعة سنين…
بدا أن شيء مختلفا يحدث بداخلها… مر بها فجأة مزيج من المشاعر، الحنين والحماس والشوق لمكان لا تعرف أين هو، لكن الشعور الغالب كان حزن دفين لا تعرف له سببا... لكنها لم تعبئ، استمتعت بذلك الحزن …كانت نسيت أنها يمكن أن تشعر بشيء ما، حتى لو كان حزنا … ازداد وضوح النجوم فوقها، قلت كثافة الأشجار وبدى واضحا أنهما يصعدان تلة ما، ومع وضوح النجوم أكثر فأكثر كانت تشعر أن تفكيرها يصفى شيئا فشيئا... وصلا إلى قمة التلة، أوقف كايلوب السرير، وضع مخدة عالية تحت رأسها لتتمكن من الرؤية أمامها... كانت تعرف ذلك الأفق جيدا... الثلاث جبال المحيطة للبحيرة الكبيرة، السماء الممتدة فوقهما، الأشجار الطويلة تحت ضوء النجوم، إنها تلة هامشير !
بدا أن مزاجها قد خطا مقدار مجهري في اتجاه أحسن … لم يتحسن شعورها بالغثيان أو عدم الرغبة في الوجود، بحثت عن كايلوب حولها، رأته قادما بغطاء ثقيل من مكان ما، قام بتغطيتها به، ثم تدثر بجانبها على الفراش، وبدون كلمة واحدة ضمها إليه.

شعر بحرارة جسدها المريض على صدره، بدا أنه يحاول نسيان مرضها، نظر إليها ورأى ابتسامة واسعة على شفتيها... كان هدفه من تلك الليلة بأكملها هو تلك البسمة، الآن وقد حصل عليها كان من المفترض أن يشعر بالنشوة… لكنه بكى بدلا من ذلك.  بكى بحرقة شديدة... لم يعرف علاما يبكي، لكنه استمر في البكاء، وضمها إليه أكثر. سالت الدموع الساخنة على وجهها، نظرت إليه، مدت يديها لتمسح دمعه في وهن. "لماذا أنت قلق يا صغيري؟ الم نتفق أن كل شيء سيكون على ما يرام؟”. "أنا لست قلقا..." قالها وهو يمسك يدها بكلتا يديه، افتعل  ابتسامة وقال "أنا سعيد فقط”. ابتسمت ابتسامة رضا، وأغلقت عينيها وسكن جسدها… أما هو فظل يكرر “أنا سعيد جدا” ويبكي في صمت.

بقلم/عبدالرحمن بليغ.

Wednesday 28 August 2013

حصيلة المغامرات الرمضانية

أنا مهندس مصري مسلم، أسكن في منطقة سياتل الكبرى في الولايات المتحدة الامريكية. منطقتنا بها العديد من المساجد مختلفة التوجهات والأجناس، لكني للأسف لم أزر منهم إلا 4 مساجد... لذا قررت ان يكون رمضان 2013 الوقت المناسب لزيارة مساجد المنطقة ال36 والصلاة فيها والتعرف على أهلها وعلى اختلافاها.. بما في ذلك الثلاث مساجد الشيعية التي كنت انتوي زيارتهم للتعرف على المسلمين فيها والتعرف على ثقافتهم، لا سيما في الشهر الكريم… لكن للاسف لم يسع الوقت لكي ازورها كلها، إما لإلتزمات رمضانية أخرى، أو لأن بعضها قد أغلق أو تم نقله، أو لأني عدت إلى مصر في آخر 6 أيام في شهر رمضان… لكن المهم ان المسجد ال16 التي زرتها فعلا امتعتني باختلافها وتلونها، وتعرفت على اصدقاء جدد من تلك المساجد، وسيسعدني استكمال هذا المسعى في رمضان المقبل. وحتى ذلك الحين، هذا هو تجميع بوستات من تلك الزيرات، وقد أضفت ملخص ما لم يتيسر ذكره من المساجد في نهاية المقال…

في إطار رحلتي المضنية لاستكشاف جوامع المنطقة، صليت النهاردة في جامع بوسني في شورلاين (آخر بلاد المسلمين شمال سياتل)... المسجد ظريف والناس ظريفة وكلهم بيتكلموا بالبوسني، والإمام بيقول ساووا الصفوف بالبوسني وكل شيء جميل، لاحظت انهم بيصلوا السنة مع بعض على تكبيرة واحدة زي معظم جوامع أوروبا، بس الزيادة كانت إن بعد السنة فيه شخص واحد معين (الشخص ده اتضح إنه مهم ،هيبان دوره قدام) بيصلي على النبي بصوت عالي... بيصلوا العشاء عادي بس بعديها بيقروا سورة الصمد تلات مرات بصوت علي سوا (اشمعنى ؟) بعدين الشخص المهم بيقول اللهم انت السلام ومنك السلام، بعد كده بيصلوا التراويح 4 ركعات متصلات جهريات بآية واحدة قصيرة فقط في كل ركعة، بعد كده بيسلموا ويكبروا تكبيرات العيد، بعدين البرنس المهم ده بيصلي على النبي تاني بعدين يكرروا الموضوع ده 5 مرات (المجموع 20 ركعة)، الحاجة اللي حيرتني بقى موضوع الاية الواحدة ده.. أنا لقيتهم في الأول بيقروا من تاني صفحة في صورة البقرة في يوم 3 رمضان فقلت اكيد بياخدوا كل يوم كام آية، بس بعدين لقيته بينط على ايات من وسط السورة، وداخل على أخرها خلاص، قلت يمكن بيختار الايات القصيرة بس، وفي خضم محاولات فهمي لنمط اختياره للايات لقيته دخل على سورة النجم، بعدين رجع للبقرة تاني، بعدين دخل في الصف، فيأست بقى واقتنعت انه بيختار ايات قصيرة عشوائية تماما وحتى مبتورة المعنى لأن محدش بيفهم عربي اصلا... المهم بعد العشرين ركعة بيصلوا الشفع والوتر بآيات واحدة عشوائية برضه، بيدعوا في سرهم قبل الركوع في اخر ركعة، بعدين يسلموا والبرنس المهم بيبتدي يقول اذكار عشوائية يتخللها فترات صمت عشوائية برضه (هي غالبا محفوظة مش عشوائية، بس أنا معرفتش الاقي أي نمط في اختيارها)، بعدين الإمام بيرمي سبح للناس يختموا الصلاة، وبعد مايخلصوا بيرمهالوا تاني، بعدين يدي درس قصير بالبوسني (أنا مابافهمش بوسني، بس شبه متأكد إن الدرس كان عن الأكثار من العمل الصالح في رمضان ويعقبه دعوة للتبرع للمسجد).. بعيدا عن الصلاة بقى المسجد نفسه جميل معماريا (بإستثناء جريمة معمارية حد ارتكبها لما عمل scaling بالعرض للكلام العربي، غالبا محدش اهتم عشان محدش بيفهم عربي)، مفيش مصلى سيدات، الرجالة والستات بيصلوا مع بعض في حتة واحدة بس صفوف منفصلة، الشباب الصغيرين نسبتهم أعلى من المساجد التانية، والشيخ شكله طيب كده وصوته حلو وتلاوته صحيحة بالرغم من إن العربي بتاعه باين انه مش متمكن من النطق...
بس فيه النهاية أنا عجبني المسجد وناسه، وانشكحت من التجربة.. بكرة إن شاء الله اجرب مسجد جديد :) #مغامرات_رمضانية  

ومسجد سماميش يا ولدي (منطقة غنية شرق سياتل) هو اصلا فيلا واسعة ملحق بيها تراس كبير وأرض خاصة، ومدخل كبير تصطف فيه السيارات، لأن الجراج الواسع الملحق بالمنزل لم يكن مصمم لان يكون المنزل مسجدا... المهم ان بصرف النظر عن السجاد المريح جدا، والحائط الزجاجي للمصلى المطل على الحديقة الخلفية، والمطبخ العملاق الذي لم يعلم القائمين على المسجد كيفية الاستفادة منه، إلا أنه شد ما أعجبني في المسجد هو ذلك الميكروفون فائق الحساسية، ونظام الصوت المتقدم، والذي يزيد من عذوبه صوت الأمامين -اللبناني والسوداني- شديدي العذوبة اصلا ويجعل قراءتهما كأنها همس رقيق في الأذن...
#مغامرات_رمضانية  #أنا _مش _باحسد


وأما مسجد التقوى فعلى النقيض تماما، فهو يقع في أحد الاحياء الفقيرة في وسط مدينة سياتل، ومعظم رواده من المهاجرين الصومالين (سياتل فتحت بابها للاجئين الصومالين وقت الحرب الصومالية) وبالرغم من حجم المسجد الضيق جدا، إلا انه ممتلئ جدا، ورواده ودودون كثيرو الإبتسام بابتسامات ناصعة البياض، وشيخهم تقليدي في خطابه، إلا انه يحب المزاح كثيرا في درسه القصير وسط صلاة التراويح... ولأن معظم رواده يحفظون القرآن، فالإمام لما بيغلط المسجد كله بيصلحله...
#مغامرات_رمضانية


واما عن دار الأرقم ابن ابي الأرقم، فبالاضافة لوقوعه في اقصى الشمال في لينوود، فليس لديهم موقع على الإنترنت ولا رقم تليفون، ويمكنك فقط قطع المسافة الكبيرة ليقابلك احد المصلين باسما في مسجدهم الكبير ليشرح لك لماذا توقفوا عن اقامة صلاة التراويح بعد ان اشتكى جيران المسجد من الضجة التي كانت تسببها حشود المسلمين حول المسجد. فلا تدري اتحزن لأنهم منعوا من صلاة التراويح بسبب ضجتهم، ام تحزن لأنك قطعت كل تلك المسافة على فاشوش...
#قصة_صغيرة_حزينة #مغامرات_رمضانية


ووسط بيوت الشباب الجامعية في جامعة واشنطون الحافلة بإحتفالات نهاية الأسبوع الصاخبة والموسيقى المرتفعة والشباب الجامح، يوجد مبنى خشبي محاط بسور قصير، رواده اكثر، وأكبر سنا من المعتاد فيما حوله من البيوت.. البيت الإسلامي هو البيت الجامعي لتجمع الطلاب المسلمين بجامعة واشنطون، وهو بيت الأنشطة بالنسبة لهم، وبه مسجد مفتوح للجميع، وبين جدرانه قطعة كبيرة من حياتهم... المسجد تقام به الصلوات الخمس والتراويح يوميا في رمضان، وبه افطار في نصف أيام الأسبوع.. من البداية يمكنك ملاحظة روح المكان الشابة، والمرح النابض في الحضور -الشاب معظمه-.. حتى الطعام ينم عن السرعة وخفة حقائب حنين الطعام، عادة مايكون جيروز (شاورمة تركية ترتبط بالأكل السريع) وسلاطة وبطيخ.. يتجمع حولهم الحضور -بعد ان أخذت البنات نصيبها إلى مصلاهم- في حديث عشوائي حول أي شيء، ويكون هناك عادة عدة أحاديث متعددة في نفس الوقت -ولابد وان يكون أحدها عن الرياضة واخر عن السياسة- ثم يتحرك المفطرون من دائرة لأخرى ليتلاقطوا أطراف الأحاديث الاخرى... ينظف الجميع المسجد، وبعد اذان العشاء يؤمهم شاب سعودي طيب الصوت -وعرفت فيما بعد أنه مؤيد قوي لمرسي- ويصلون ثمان ركعات بأقل من جزء، ثم ينصرف الجميع إلى العالم الصاخب بالخارج... وكقاعدة عامة، الناس هناك جامدة التنين...
#مغامرات_رمضانية #و_مضى_العمر_يا_ولدي

ومسجد أبوبكر الصغير (لأن هناك مسجد أبوبكر آخر، وطبعا اكبر من أبوبكر الصغير) هو بيت صغير ملحق به خيمة، وأول مايقابلك لدى دخولك، هي لافتة كبيرة كتب عليها ممنوع الاسلحة في المسجد.. #نف_سيد #مغامرات_رمضانية


وآخر مسجد صليت فيه قبل سفري هو مسجد الكرم الاثيوبي في وسط سياتل... تتشابه صلاة الاثيوبين هناك مع صلاة البوسنين في خلفيتها الصوفية، والأذكار الجماعية بعد الصلاة، ولكنها تختلف في أن الاثيوبين بصفة عامة سيئوا الصوت في العربية إلى درجة مزعجة... كما أنهم يصلون ركعتي التراويح بسورتي الكوثر وقل هو الله أحد، بصوت مزعج ورتم سريع، ثم يكررون نفس الأذكار ونفس الركعتان بنفس السورتان عدد الله اعلم به من المرات..
وانا لا اعلم عددهم لأني لم اسمتر لأعرفه، فأربع ركعات كفتني قبل أن أركض هاربا من المسجد قاصدا مسجد شام الفيتنامي القريب متمنيا من الله ان اجد الإمام القاريء عذب الصوت صحيح التلاوة وليس الإمام الآخر الذي لا يجيد قراءة العربية -ولا الانجليزية- وينطق ستة عشر حرفا من اللغة العربية بطريقة خطأ، ولسبب ما يصر اهل المسجد ان يصلي الإمامان -كلاهما فيتنامي- كل ليلة سويا كأن الفرق بينهما هو فرق أذواق ! #مغامرات_رمضانية


وفي خاتمة المغامرات الرمضانية، ذهبت إلى مكان يصلون فيه التراويح على دق الطبول، ويحوقلون ثلاثا بعد كل ركعتين، ويخطب فيهم شيخ ويقول أشياء فيكررونها وراءه معا بصوت عال، ثم يكررون كل ذلك أربع مرات، ويمتلئ مسجدهم بصور شخص مبتسم ذو عوينات سميكة... عن اعتصام النهضة اتحدث... #مغامرات_رمضانية
و عن التحرير فعدد المصلين اقل، وصفوفهم انحف، وسورهم أقصر، لكن عدد ركعاتهم متغير ديموقراطيا.. فيسأل الإمام المصلين خلفه إذا كانوا قد اكتفوا ام يريديون صلاة المزيد، وعليه فإنه يصلي أو لا يصلي...


وعلى هامش المغامرات الرمضانية والتجوال في مساجد المنطقة، حجرة المصلى الصغيرة التي نصلي فيها بمبنى عملي في مايكروسوفت (مبنى 36) هي حجرة صغيرة بها مصليات عدة وبعض المصاحف وبعض زجاجات العطور النصف ممتلئة، لكنها مغلقة دائما ومسدلة ستائرها.. فكرت مؤخرا في فتح الستائر أثناء الصلاة كجزء من مجهود اقوم به لمحاولة تأليف المجتمع الامريكي بالمسلمين وشعائرهم، فأنا أرى ان الاعتياد على رؤية المسلمين يصلون في كل مكان يقلل من فرص المضايقة، ويثقف الشعب الامريكي، ويسهل دمج المجتمع الأمريكي المسلم في المجتمع الأكبر.. لكن يبدو ان اصدقائي في العمل لم يرق الأمر لهم، وقاد صديقي الفلسطيني الذي يكبرني بعشرين عاما حملة شعواء ضد فكرتي قائلا بإنه إذا فتحتم الباب لعبدالرحمن الآن بفتح الستائر، فقريبا سيفتح باب الحجرة على مصراعيه وبعدها سيسجل الصلاة فيديو، وقد يفكر في استجلاب جمهور حقيقي ليشاهد الصلاة مع الفشار... طبعا كشخصين عربيين ناضجين اخترنا الأسلوب العربي الناضج لحل الصراع... اللي بيجي الأول هو اللي بيعمل اللي هو عايزه...
#مغامرات_رمضانية


المساجد التي لم يتيسر ذكرها:
- مسجد ادريس: مسجد كبير وضخم ، مشهور نسبيا ، ومن اجمل المساجد معماريا في المنطقة، به شيخ مصري من الأرياف خيف الظل مبتسم دائما، يحب اقامة مسابقات بعد التراويح ببعض الاسئلة عن السيرة النوية، وعادة يسأل فلا يجيبه أحد، فيظل يسخر من الحضور ومن ضعف علمهم بالنبي حتى يجيبه احدهم ليربح كارت من أمازون بعشرة دولارات...

- مسجد أبوبكر الكبير: هو اكبر من أبو بكر الصغير ، به امام افريقي عذب الصوت، لكن عظته كانت بلغة غريبة عن اذني قريبة من العربية .. قد تكون أحد اللكنات الصومالية.

- مسجد مابس: هو مسجدي القريب ، وهو من انشط مسجد المنطقة، به مزيج من العرب والاسيويين والامريكيين، لكنهم جميعا يغلب عليهم تيسر الحال، لذا نفقات المسجد عادة تكون عملاقة بقدر التبرعات التي يحصل عليها، ومن المذهل مقارنة مسجدي هذا والتبرعات التي يجمعها بأحد المساجد الفقيرة مثل مسجد التقوى (أيوه أنا باصلي في مسجد الطبقة البرجوازية الأنانية، حد ليه شوق في حاجة ؟)

- مسجدي ايكور وبلفيو: وهما متبعدان نسبيا، لكنهما متقاربان جدا في الديموغرافية والايديولوجية.. وهي ديموغرافية غنية متنوعة مثل مابس، لكن يغلب عليهم الطابع السلفي الكلاسيكي، وكلا المسجدان لا يعترف برؤية اتحاد مسلمي شمال امريكا ويقوم بتطلع الرؤية بنفسهما شأنهما شأن أي مسجد سلفي يحترم نفسه.

- مسجد بوثل: نظرا لبعده، فإن أهل بوثل متضرين للصلاة فيه بغض النظر عن الايدلوجية، فنتج عن ذلك مسجد سلفي محافظ يحاول ألا يكون سلفيا جدا مراعاة لجيرانه.

- مسجد اتحاد مسلمي شمال غرب: هو مسجد باكستاني، والمثير للاهتمام فيه هو ان وقت الأذان لا يؤذن المؤذن، ولكنه يجلس لتفسير  القرآن –بالباكستاني- لثلث ساعة ثم يامر المؤذن ليأذن بعدها.. ولله فقط يعلم لماذا..

- مسجد ايفرت: لم أجد المسجد، فإما اغلق أو تم نقله.. وكان يجب ان اشك في الأمر حين يكون عنوان المسجد 1226طريق الكازينو...

صورة لقمر يوم 15 رمضان من بيتي في كيركلاند

Monday 8 April 2013

بوصلة العقيدة: وعود الثواب وربنا اللي نعرفه



"ليه تبقى ذوق لما الخناق هيكون عليه ثواب اكبر ؟"
وانا صغير كان بابا دايما بيشجعني على الصلاة في الصف الاول، وانا كنت بحب أصلي في الصف الاول لدرجة إني كنت بحشر نفسي على طرف الصف حتى لو مش هاعرف اسجد كويس. بس ساعات لما بكون واخد مكان كويس في الصف الاول، والاقي واحد جارنا دايما بيصلي في الصف الاول وجه متأخر في مرة، أو واحد عجوز بيحب يصلي في الصف الاول كنت بسيبله مكاني وأعزم عليه واقول هو أكيد أولى.. لما سألت بابا عن إذا كان الإيثار في الصالحات عليه ثواب كبير ولا لأ، قالي مش المفروض تعمل كده لأن الصف الاول ثوابه اكبر، والعبادات مفيهاش إيثار.. بالرغم من أنا كنت صغير إلا إني ماقتنعتش، وقلت حتى لو ثواب الصف الاول اكبر، أنا افضل ابقى اخلاقي كويسة واسعد الناس عن إني أصلي في الصف الاول...
القصة ديه دلوقتي بفتكرها دايما يوم الجمعة لما أكون قاعد في الصف الاول، ويجي راجل متأخر ويحشر نفسه مكاني منغير مايعتذر ولا حتى يبصلي عشان ياخد ثواب الصف الاول.. ودايما بيكون نفس الراجل... باقول دايما الراجل ده اكيد بيفكر بنفس المنطق... ليه تبقى ذوق لما الخناق هيكون عليه ثواب اكبر ؟
مشكلتي هنا مش في انه خد مكاني، لأني كان ممكن اسيبله مكاني عادي ومش هازعل. مشكلتي الحقيقية في الطريقة اللي بيفكر بيها: إن الاعتماد على النص والدليل عنده همش تماما الاعتماد على صحة السريرة.. حاجة زي ديه المفروض منغير أي دليل تعتمد على سريرتك الصحيحة وتشوف فورا إنك لما تاخد حق الناس، أو حتى تضايقهم عشان تاخد ثواب فيها مشكلة كبيرة. إن اكيد ربنا مش هيقولنا زقوا بعض عشان الأشطر هو اللي ياخد الثواب...
طبعا غني عن الذكر إن الاتنين سلفيين; بابا والراجل اللي بياخد مكاني... 
.
.
.

"ليه يكون عندنا أولويات ونفكر في فقه الموقف لما يكون فيه حديث بيتكلم عن حرمة الميت"
الموضوع ده تجلى بشدة تاني وانا باطلع رخصة القيادة الأمريكية... ببساطة أنت ممكن تحط قلب احمر صغير في رخصة القيادة بتاعتك عشان لا قدر الله لو مت، ممكن المستشفى اللي مت فيها يستخدموا اعضائك لو حد تاني محتاجها. وأنا طول عمري معجب بالمنطق ده وشايف إن محدش محتاج أعضائه لو مات، ليه ماينقذش حياة ناس تانية خصوصا انه مش خسران حاجة... فكان من الطبيعي أول ماجيت اطلع الرخصة الأمريكية قلت للموظفة إني مهتم بالموضوع ده، وعايز أبقى متبرع.. في وسط الدردشة عرفت إني مسلم وقالتلي إيه ده إزاي أنت مسلم وهتتبرع باعضائك ؟ أنا واحدة صاحبتي مسلمة وبتقول التبرع بالأعضاء حرام على المسلمين.. أنا طبعا استغربت جدا، قلت إزاي حد بيقول انه حرام ؟ ده احنا عندنا في الاسلام من احيا نفسا فكأنما احيا الناس جميعا، وقلت للست حسب معرفتي مفيش حاجة كده وجايز صاحبتك ديه مش فاهمة كويس أو هي فئة مختلفة من المسلمين (شيعة مثلا).. لما رجعت البيت دورت في الموضوع لقيت إن فيه فعلا فقهاء كتير قوي بيحرموا التبرع بالأعضاء بعد الموت عشان حرمة الجسد.. وضايقني جدا إزاي الرأي ده منتشر في العالم الاسلامي.. برضه بالاعتماد على فهمي لعدل ربنا واولوياته مكنتش محتاج دليل اصلا عشان اثبت إن الكلام ده غلط.. يكفي إن حرمة الدم عند الله اكبر من حرمة الكعبة، يعني لو هنقطع من الكعبة عشان ننقذ إنسان يبقى لازم ده يحصل… طبعا جزء كبير من سبب انتشار الرأي ده بيرجع لأن ثقافة التبرع مش موجودة عندنا، ثقافة الحفاظ على الحياة اصلا مش موجودة عندنا، بس مع ذلك السبب الاكبر ورا انتشار الرأي ده هو تغليب النص على الفهم والسريرة … ليه يكون عندنا أولويات ونفكر في فقه الموقف لما يكون فيه حديث بيتكلم عن حرمة الميت..
برده غني عن الذكر إني لما سألت بابا قالي التبرع بالأعضاء حرام....
.
.
.
"بوصلة السريرة"
نقاش زي نقاش هل التبرع بالاعضاء حلال ولا لأ أنا اقتناعي بيه شبه عقائدي، يعني لو جبتلي ألف دليل على حرمته هافضل مقتنع انه حلال بل ومحبب و قد يكون فرض كفاية على المجتمع كمان… طبعا احنا مش عايزين نلغي النصوص ونمشي ورا هوانا، النصوص ربنا ادهالنا لسبب، عشان تهدينا وتورينا الصح فين حتى لو عقلنا شايف غير كده...لكن فيه ثوابت لازم تكون موجودة ومترسخة في عقيدتك تمنعك إنك تمشي ورا أي حاجة بتخالف الثوابت ديه... 
مشكلة بعض الناس انهم بينسوا الهدف من الدين، الأولويات اللي الشرع اتوجد عشانها. بينسوا دايما إن النص خاضع للتأويل، وإن فقه الموقف ممكن يعطل العمل بالأحكام، وإن فيه ثوابت في الدين مفيش أي نص يقدر يغيرها، زي إن الله هو العدل العادل دائما .. بعض الناس ديه بيكون راغب في الجنة بشدة لدرجة انه بيفقد سريرته وبوصلته في الحياة ويمشي ورا أي نص بيوعد بثواب .. الناس اللي أنا دايما بهزر معاهم واقول عليهم بيستحموا بس عشان النضافة من الايمان، ولولا وجود الحديث ده ماكنوش استحموا …طبعا الله اعلم بالحساب ، بس أنا نفسي إن احنا من آن لآخر كده ننسى الحاجات اللي شيخ الجامع بيقول إنها بترضي ربنا، ونفكر فعلا إزاي نرضي ربنا اللي احنا عرفناه وبنحبه من عقيدتنا..


Monday 4 February 2013

My satire years

So 4 years ago I felt we had too much going on in our class that we needed a news letter, I made a satire 2 page newsletter in which I made fun of most of our teaching staff, and my friends where included of course. this was supposed to be a regular issue but I never got to do it more than once because I didn't have the time nor the energy.. too bad because it got out to other classes, and even some of the professors and TAs mentioned here heard about it.. I guess academia never really went well with satire.
A year later I still thought they were good material for our critical work, so I took a photo of every professor during his lecture at the most intense part of his talk, then later made some comics from these photos, then a year later a quirky photo about a professor, and then finally a play that ridiculed all of our famous professors and even the infamous cafeteria man "3am 7ossny"...
It all seemed to fit most of my friends comfort zones, the newsletter however didn't. Some of my friends expressed concern that this was too offensive to some people and it could get to them someday... not that they will do anything, but they will be offended.
Well back then I was more like Bassem youessef's view of things "it's free speech, if they don't like it, they can suck it", now I'm more concerned about offending them not because I think this is wrong, but because I think they might get the wrong idea.. it might actually convey a wrong message of how we felt about our teachers.
So I assure you, we had no bad feelings for our teachers, except for the pet peeves here and there, the weaknesses that we thought they had, but we still respected them. And ridiculing them doesn't change that fact...
That view however doesn't change the fact that I still think satire isn't wrong (I wouldn't personally do it on people who can't take a joke well, but it's still not wrong), and abiding by this view I hereby re-share all of my 'critical' work during my college years...

Starting with the infamous news letter:


Then the staff comics: http://bit.ly/CECUComics

And finally the play that I co-wrote and starred in: (script) 
http://bit.ly/CECUPlayScript
(I seem to have lost the video, but I'll try to look for it and put it here):



Friday 25 January 2013

My take on the largest snowball fight in history




So here’s what I learned from going to the largest snowball fight in history:

1- Seeing that I live by a spirit of a child, one would expect much hostility from me for such an event, yet such hostility wasn’t good enough for that crowd, as when I first entered the field, I thought that the big ice rocks were too dangerous to throw and I might hurt someone, that was right before I got hit in the back of my head with a larger ice rock of the size of a soda can.. And that’s when I declared war against humanity and went nuts on nice people I didn’t know.

2- When you see a big spacing right in the middle of the field where no one goes, and those who dare there are usually bombarded hard enough by everyone, that they no longer can see where they’re going, it’s usually not a good idea to go there -3 times- with the intentions of deliberately targeting the largest group of professional throwers in the field… also the third time where they might have been anticipating you and holding rocks in the size of a well fed babies might particularly be the worst idea. Moreover, just for the record when you lose a friend during the raid, you should always move on, there is a big probability that he has already became a lost soul.

3- Capturing a castle flag and running in the middle of the field is a great, fun, and exciting way to get killed. Especially when it has only succeeded a handful of time. So try to remember that when you’re doing it for the third time and around 5,000 people are shooting at you, and you get a killing blow right in your glasses (which by the way reminds me that real men don’t wear protective eye wear, also real men can get blind really, really quickly) it was your idea in the first place to take a random flag to a random castle that you chose to make your own.

4- When stealing 3 out of 4 flags by yourself fails to keep any of them from getting stolen back, then there comes a time where you have to do a ‘brave heart’-style-speech by shouting at random strangers about our collective loyalty to a big chunk of snow that we just happen to be close by and whether or not we are willing to kill other people for it. “this has to mean something” I said, “it’s going to be the largest hit in the day” I said… well you might’ve enjoyed the only organized attack that was done that day if you weren’t the one who’s organizing it, and volunteered to steel 3 flags at once while the rest of your loyal citizen bombard the enemy citadel as a distraction. You might have found it fun if you were not dragged by six random strangers (who are now the enemy) and thrown in the air for your pity crime of stealing the holy flags. But hey, at least you managed to pass the flags to a fellow freedom fighter before you were captured... Now your sacrifice has a meaning because your castle (remember the random chunk of ice you choose) is now the only castle that held the 4 flags at once, all thanks to the organized attack that you planned. You may now rest in peace.

5- Finally after getting beaten by everybody, it’s a bad idea to try to catch your breath when people are counting down to throw the largest amount of snowballs in history, it’s a bad idea to stand and look up in marvel and awe, it’s a bad idea to stand and look in general, it’s a bad idea to even stand…

Boy, those crazy folks were nuts… I mean, who takes a snowball fight that serious anyway? You know, unless you were fighting for a rag of cloth on a pole… then that has to mean something !

And just so you get the feeling of how it was, here's a very well made video that I might have appeared on, or didn't... not really sure, all nutbags look the same to me now...