Monday 6 February 2012

زجل - ليه ؟









...مات الشهيد
شهيد البلد
حياة كاملة
من يوم مااتولد
صارت حطام
ذكرى فارغة
زي الزبد
مات الشهيد
طب مات ليه ؟
موته غير إيه ؟
دمعة صادقة نزلت على خد اصحابه ؟
صرخة عالية طلعت في وش جلاده ؟
نعي طوييييل..
في جورنان..
في برنامج...
جوه الشقة على بابه ؟
صرخة ألم ؟
عبرة لزمن ؟
زيادة في تمن...
غرامة اللي نفذ أمر وأصابه ؟
كتر عبادة ؟
شجب وبلادة ؟
ملف زيادة...
في قضية خاين اطلق عليه كلابه ؟
طب ليه الشعر دايما اسئلة ؟
متفصلة...
وجوابها ليه مش عندنا ؟
وفيه بداله اجوبة
متنطورة
ألواح إزاز متكسرة
لو حاولت تحطها
مع بعضها
مش راح تنفعك
وهتجرحك
هتزيد في حيرتك اسئلة
هتدوس في جراحك كلها
لانها
قضاء وقدر !
طب ليه القدر
اصبح قدر
ربك قضى
أمره نفذ
طب والقضى
جه بالقضا
عشان ربنا
عايز القضا
ولا القدر
له علاقة بوضعنا
بتصرفتنا كلنا
بكلامنا وبطبعنا
بهمنا وبحزننا
بكل واحد مننا
كلمة منه صغيرة..
موقف مجاش في مخنا
بسبه مات
واحد شهيد
مات الولد..
فلذة كبد
اب مريض
وام الولد
طول عمرها
في تربيته شقيانة
لا يهمها
سلطة...
ولا ناس للدم خوانة
ناس كتير
ملهاش عدد
سرقوا البلد
وسابوها في حجر بترتعش
و كروشهم في البرد دفيانة
وتسأل ليه ؟
يهمها إيه ؟
وهي بـ ضناها شبعانة...
لا دهب ولا صوف
ولا حق ألوف
ولا ميت حلوف...
هتعدمه
...ينسيها فراقها لضناها
واحنا في عيد
نهتف ونزيد
ثوار وعبيد
إن قضيتنا كسبانة..
نحن نريد
حق الشهيد
وحكم جديد
ووحدة إيد...
وهنمسح ذل ومهناة
ماهو أهل الدار,
لو صار قرار...
الدار بايدهم
هتبقى الست فرحانة
يا بختها...
يا هناة وفرحة قلبها
وهي ابنها
ماعادش واقف جنبها
كأنه حتة منها
وقعت بامر ربها
اتقطعت...
من لحمها
ودمها..
يا بختها...
والناس حوليها كلها
الازرق مزين صوابعها
ومذيعة كانت قبلها
تسمع كلام اللي يقولها
وتلحس بيادته
وكعبها
خلاص معدش يهمها
بتشجب وتقول رأيها
يا بختها...
أصل ابنها..
لو لسة واقف جنبها
والمذيعة نفسها
لسة مع كلام اللي يقولها
وتلحس بيادته كلها
كان ابنها
شتملها
المذيعة وأهلها
وزعل شوية منها
عشان كده
يا بختها
إن ابنها
معدش واقف جنبها !!


زجل/عبدالرحمن مجدي
2/2/2012

من وحي مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها مايقرب من 70 شابا في مستهل العمر, انتهت حياتهم التي بدأت لتوها بدون سبب واضح... ولم يبقى إلا علامات استفهام كبيرة تحيط بموتهم, فمارس الكل عادته من شجب وتحليل ودفاع وتبرئة... وبقي الموت في المنتصف يرمق الجهتين في استغراب... هل اصبح شيئا عاديا لهذه الدرجة ؟ قطعة اثاث قديمة اعتدنا تواجدها فـتجاهلنا وجودها تماما وصارت اداة نستخدمها يوميا في سعينا نحو اهدفنا.. فليرحم الله من ماتوا, وليرحم ارواحنا قبل أن نقبض, لنرى حقيقة الموت الذي اعتدناه

بقلم/ عبدالرحمن مجدي 
صورة/ احمد هيمان