Monday 12 September 2011

الحكم البطيخية والطريق إلى الوبا



بعد احداث يوم الجمعة 9-9 حصل تغير كبير في وجهات نظر ناس كتير... وبدأت بعض الآراء البطيخية تأخذ وضعها في انفخة الشعب المصري الحكيم، ونظرا لأن احنا شعب فاهم من يومه، وفاقسين كل حاجة وكل حد، فكان من الطبيعي إن الحقيقة المبينة دية تتجلى على ألسنة الخلائق من حكماء الشارع المصري...
ودي بعض الحكم اللي تنزلت علينا بترتيب درجة غباءها مش بترتيب تنزلها:
"الاولتراس التزموا بضبط النفس ومالهمش دعوة"... لأ أنا اللي كسرت وزارة الداخلية، اقولكم أنا اللي كنت بشتم في ماتشات الاهلي، والاولتراس كانوا بيقوللي اتقي الله ويسدوا ودنهم عشان مايسمعوش الكلام البذيء بتاعي !! احنا هنضحك على بعض ؟ الاولتراس زيهم زي بقيت شعب مصر بيكرهوا الشرطة، بس الفرق انهم متعودين على لغة العنف... أنا كنت هناك الجمعة الصبح ومصورهم وهم نازلين شتيمة وخناق في أي ظابط أو عسكري عند الداخلية... ولولا إن فيه بعض الناس من بره الاولتراس (ناس لسة بعقلها يعني) مسكوهم كانوا كسروا الداخلية من الصبح... لأ وكل ده مش عشان حال البلد ولا الثورة ولا حتى الشهداء... لأ ده عشان اللي اتمسكوا شغب في ماتش اسوان !! في سنة 1802 الحاج توماس جفرسون كتب جواب لمعمدان الكنيسة قاله افكس لنفسك عشان خلط الكنيسة بالدولة ده مش نافع... الحاج توماس ده لو صحي من قبره نصاية كده وشاف الاولتراس اسم الله عليهم وهم بيخلطوا الكورة بالسياسة كان زمانه شق هدومه وجري ملط في الشارع... المعمدان نفسه كان زمانه شق هدومه وجري ملط !!

"العالم اللي اقتحمت السفارة ديه كانت وش متأجرة" إيه الفكاكة ديه ؟ وش كمان ؟ "اشتباه تدخل ايراني في احداث سفارة اسرائيل" أيوه اكيد طبعا.. ماهو مينفعش نقول اسرائيل، ولا استنى كده يمكن تنفع... الشعب المصري دايما في تحليلاته العميقة الفكيكة التنينة، دايما بيبص على حاجة واحدة بس... طالما وحش لينا يبقى حلو ليهم، وطالما حلو ليهم يبقى هما اللي عملينها... قرش شرم الشيخ بقى، انفلونزا الطيور، امتحان الثانوية العامة، طالما بتنطبق عليه القاعدة ديه يبقى هما، وهما ديه ساعات بتبقى مطلقة كده... هما اللي عملوها.. هما مين ؟ أنت وذوقك بقى... لو ناصري تبقى بند في معاهدة كامب ديفيد، لو قومي تبقى اسرائيل، لو ليبرالي تبقى السعودية... يعني ظبط نفسك بقى، كل واحد وشطارته... وكل ماتكون حاجة مستحيلة أكتر كل ماتكون اشطر، لأن محدش غيرك فاهمها... صدام عايش وهو اللي بيعمل كده ؟ وماله يا حبيبي... مايضرش... المهم إن العيال ديه هي نفسها بتاعت يوم 28 اللي منهم الشهداء اللي احنا طايرين بيهم السما... هم نفس العيال اللي ماشيين ورا غضبهم ومتغاظين من النظام، نفس العيال اللي ولعوا في البوكس الفاضي يوم 28 من باب الغيظ... هم اللي لما معرفوش يوصلوا لمدرية امن الجيزة واحد فكيك من اياهم قالهم طب ولا على ايه، ماالسعودية مش عملالنا احترام وسفارتهم زي الفل اهه... هم اللي كان لما يضرب عليهم غاز عند السفارة يرجعوا لورا عشان يشموا هوا، فيلاقوا اعلان موبينيل يقوموا مقطعينوا... أصل ده بتاعت سواريس الخاين... ناس عندها طاقة وعنف وغلب وبتدور على قضية تؤمن بيها وتضحي عشانها عشان يحسوا إن في حاجة في حياتهم ليها معنى أكبر من أكل العيش... واحنا اللي ادينالهم أول جرعة يوم ماطلعنا الثورة، ووفرنالهم قضية... بس لما سبناهم وحالهم فضل زي ماهوا، دوروا علينا مالقوناش، فكان لازم يخلقوا قضية... شافوا الهيصة اللي عملنها للي نزل العلم، وشافوا المجلس بيبني جدار بعد مارفع العلم من تاني، كأنه بيقولهم لا تاكلوا من هذه الشجرة... الغباء والتخبط اللي حصل عند الداخلية والسفارة كان غلطتنا، لاننا اخدنا من مبارك شخشيخت السياسة ولعبنا بيها، ولما زهقنا، سيبناها في الشارع بدون توعية.
"الشعب المصرى اشترى حريته ونسى الكتالوج .... فـــ عمال يلعب فى كل الزراير" كأن عَمر حمزاوي انجج دراع حازم صلاح ابواسماعيل، والبرادعي إدى رنة للاخوان واخدوا 6 ابريل ونزلوا ضرب في السفير !! صحيح مش هم دول مصر، بس اللاعبين السياسيين في مصر عارفين كويس هم بيعملوا إيه... والتخبط السياسي الموجود ديه معركة التصفية مش أكتر، الشعب اللي بيستغل حريته ده هم النشطاء السياسيين... الفاعلين في الاحزاب والجاماعات... اكيد مش هم الاولتراس مثلا... واكيد الغلطة مش في الحرية "الزيادة" ده لو كان فيه حاجة اسمها حرية زيادة اصلا، لازم نفرق بين حرية التعبير والتسيب الأمني... لو كنت من اصحبنا الفككة كنت قلت اكيد التسيب ده كان الغرض منه... والله اعلم جايز الفكاكة ده فيها شيء من الصحة، بس مفيش دليل !!

"لقد خسر التيار الليبرالى والعلمانى اخر كرت لهم مع الشعب المصرى نتيجة احداث امس و تجلت بقوة حكمة التيار الإسلامى فى قرار عدم المشاركة يوم 9/9" كأن برضه عَمر  حمزاوي شال مطوة قرن غزال في جيب بنطلونه اللي عليه صورة تامر، وركب ورا ابراهيم عيسى على المكنة الصيني بتاعته وهاتك يا ضرب في الأقسام.. والاخوان كانوا قاعدين في اخر الكادر بيقولوا تؤ تؤ تؤ !! التيار الاسلامي رفض المشاركة في التحرير، بقية التيارات دعت للمشاركة في التحرير، ومفيش أي نيلة حصلت في التحرير... لو كانت ديه غلطة حد، فهي غلطت الناس الفاهمة اللي سابت ناس تانية مش فاهمة تروح على السفارة والداخلية لوحدهم.

"قانون الطوارئ اتفعل يعني مش هتقدر تفتح بقك تاني... ابقى وريني إزاي هتعمل مظاهرات تاني يا حدق" يامي يامي يامي... تصدق خفت وركبي بتخبط على الجيران ؟ اصلا احنا كنا عايشين طول الفترة اللي فاتت ديه في دولة بدستور غير مفعل، دولة ماشية بمزاج عمو المشير... الناس كانت بتخش محكمات عسكرية كده بلطجة... يعني أنا عايز احبسك هحبسك الوقت اللي يعجبني وحتى مش هاعمل زي النظام القديم وأكلف نفسي وأألف سبب... أنا هدخلك كده !! الدولة كانت ماشية بلا قانون اصلا، هيعمل إيه الطواريء ده ؟ هيقبض على ال10000بتوع كل جمعة اللي في التحرير ؟ ولا هيخلي الاولتراس يبطلوا شتيمة ويغنوا أغنية بكار ؟ قانون الطواريء رجع عشان النجم بتاع المجلس مش عايز وجع دماغ على المحكمات العسكرية... فـقال احنا نلبسها في الداخلية أحسن وأهو كله بثوابه...

طول عمرنا بنقول اللي اتكسر يتصلح، ويوم الجمعة مكنش استثناء... اللي اتكسر هيتصلح باذن الله، لكن في جروح اعمق من جروح... واكبر جرح عمله يوم الجمعة مكنش قانون الطواريء ولا الجرحى من الشعب والداخلية ولا موقفنا الدبلوماسي اللي بقى أبيض من الصيني بعد غسيله... اكبر جرح كان ثقة الناس اللي في بيوتها في "الثوار" بتوع التحرير... الناس ديه كده كده مكنتش طايقانا... ويوم الجمعة اثبتلهم إن احساسهم كان في محله وأي حاجة هتتعمل فينا بعد كده احنا نستاهلها... الموضوع وصل لجمل من نوعية يضربوا الميدان كله بالنار ويقتلهم ويخلصوا !! ودول مش بس حزب الكنبة، ديه ناس كانت نزلت الثورة معانا وشاركتنا في حلمنا في يوم من الأيام... دلوقتي دارت علينا الايام واتشوهت صورتنا اللي معرفش يشوهها التدليس... اللي معرفش طلعت زكريا يعمله بالكنتاكي عملناه احنا بانقسامتنا وتسرعنا، وخلينا اللي كان في يوم من الايام متهم معانا انه اجندا، يتمنالنا الموت أو السكوت... يا ترى هل هنفوق لدورنا تجاه "البلطجية" و"العالم المتأجرة"، ولا هنفضل نشتم فيهم لحد مانروُح كلنا في الوبا ؟