Monday, 3 May 2010

تطبيع الفكر الاجتماعي بين اللي تلبسه واللي يعجب الناس !!


لَشَدَّ مااعجبني مقال طالعته مؤخرا للدكتور أحمد خالد توفيق والذي اعترف فيه باعتباره أبوالليف مُستَصَاغا وسمير غانم مضحكا... ولكن ماراقني فيه لم يكن تلك الاعترفات ولكن اعترافه الْضِّمْنِيَّ بإرتكاب جريمة تَطْبِيِعِ الفكر الاجتماعي .. تلك الجريمة التي اصبحت هي الاساس في مجتمعات المتكلفين وغير المتكلفين من المثقفين والمتعلمين بل و الطبقة المتوسطة كلها , بل و قَلَّتْ حِدَتِهَا مع زيادة بَسَاطَةٍ تفكير الفرد وانحدار خلفيته الثقافية والاجتماعية.
فيحاول احدنا أن يُوَثِّقُ ارتقاء ذوقه ورأيه بمطابقته مع أقرانه ومع من يتطلع اليهم, فيخجل منه ويحاول تغيره إذا خالف ذلك... حتى اصبحت تلك الجريمة مُطَبَّعَةٌ في أخلاقنا ولاوعينا, واصبحت مخالفة الذوق العام باختصار انحطاط وهبوط في ذوق وفكر من يجرؤ على ذلك.
ولقد حاولت طوال حياتي مناهضة هذا التصرف بافتخاري بمخالفة الرأي العام ابتداءا بـاكل المصاصة في الشارع مرورا بتسجيل اعجابي بأغنية "يا ليلة مجاني الغالي ودق عليه الباب" وفيلم وش اجرام وحتى الاقرار بأن أحمد نظيف أحدث خيرا في مصر... لكني لم اخل بعد من شظايا التكلف الفكري ولم يصل رأي إلى الشفافية التامة في التعبير...
ولكي نتخلص من ذلك الاستنساخ الفكري الذي فرضه علينا المجتمع في محاولته للوصول الى معايير لسمو الذوق والتفكير, يجب أولا أن نبحث عن دوافع الفرد لأتباعه هذا السلوك.
وكما أن دوافع المجتمع في تَطْبِيِعِ الفكرالراقي هي وضع معايير لتفريق صاحب الذوق الراقي عن الهابط, فإن أول دوافع الفرد في اعتناقه هذا تَطْبِيِع هو اعتقاده أن في اعتناقه هذا يرفع من حكم الاخرين على تفكيره طبقا لمعايير المجتمع السابقة.. ولكي نُثَبّطّ هذا الدافع يجب التفريق بين فردين .. أحدهما ينتمي لطبقة أخرى من المجتمع فيقضي وقته مستمعا إلى العنب العنب ثم يحاول التظاهر بالاستمتاع بـغناء اندريا بوتشيلي, فادعائه مكشوف لا محالة , والافضل له أن يظهر كما هو راقيا بمعاييره هو لا معايير غيره.. واما الاخر فهو يحب غناء عبدالحليم حافظ وعبدالوهاب , لكنه مثلي لا يستمتع بغناء أم كلثوم مثلا .. وفي هذه الحالة لا يعتبر هذا الرأي شذوذا أو هبوطا في ذوقه مهما كان اجماع المجتمع على عكسه, بل يعتبر رأيه رأيا موضوعيا يجب على المجتمع أن يقبل به.
واما الدافع الثاني فهو قَصْدٌ القبول الاجتماعي وانشاء روابط مع البشر عن طريق الاهتمامات أو الاذواق المشتركة, وهنا ننسى أو نتناسى أن الاختلاف هو سبب حاجة البشر لبعضهم, فلو لم يوجد اختلاف لما وُجِدَ حوار... ويتجلى هذا واضحا في الفرق بين صديقين جديدين عرفا ان كلاهبما اهلاويا, فتبادلا الخواطر عن آخر ماتش للاهلي وكيف أن الحضري لو كان موجودا لاختلفت النتيجة , وقلما ذكرا الاهلي بعد ذلك... وصديقين اخرين عرفا لدى تقابلهما ان أحدهم زملكاويا والاخر اهلاوي, فتبادلا جمل السخرية ونشأت بينهم صداقة بسبب هذا الاختلاف, واصبحت مكالمة هارد لاك أو كسبتوا كفتة اساسية بعد كل ماتش.
وآخر دافع استطعت ان أفكر فيه هو تأصيل ثقة الناس في رأينا وحكمنا على الاشياء عن طريق زيادة الأهتمامات المشتركة والأراء المتشابهة( مع فرض نفس الخلفية للطرفين,, فهذا الدافع لا يعني شيئا لهواة الغناء الخليجي مع من يفضل الاوبريت الروسي) , وهنا نعتقد ان زيادة الأراء المشتركة يساعد على زيادة اعتماد الاخرين على حكمك وثقتهم فيه, وهو اعتقاد صحيح إلى حد ما, لكن ليس بالضرورة ان تكون ارائنا متشابهة لكي نثق في حكم بعض,فيمكن لأخينا هاوي الاوبريت الروسي ان يثق في حكم محبي شتراوس وموزارت حتى وإن كان يمقتهم,,, فـاختلاف الرأي مع وجود نفس معاير الجودة يعبر عن اختلاف التطبيق وليس طريقة التفكير...
الملخص انه ليس هنالك مايدفعك إلى التكلف في الذوق أو اخفاء احدى جوانبه حتى ولوكان هذا الاخفاء في وقت معين مع اناس بعينهم, وليس عليك حشد الاراء لتقوية رأيك واثباته , فهو قويا بذاته , وهذا يتعارض مع رغبتي في قرن استصاغة دكتور أحمد خالد توفيق لابو الليف مع اعتباري اياه مستصاغا, ويتعارض مع اللغة المتكلفة التي كُتِب بها هذا المقال ,فهي ليست كاللغة التي اتحدث بها, وهذا لاني كما قلت لم اخل بعد من شظايا التكلف الفكري, فلو كنت تخصلت منها , لكنت اسميت هذا المقال "كل اللي يعجبك والبس اللي يعجبك برده" !!


Transliteration by Microsoft Maren.
Tashkiil by Google tashkiil.. and yes, I am not ashamed of the fact that I find it hard to use Arabic keyboard.. because that’s who I am J

1 comment: